0 معجب 0 شخص غير معجب
0 مشاهدات
في تصنيف ثقافه إسلاميه بواسطة (3.8مليون نقاط)

الحسد أنواعه ، وأسبابه ، وأضراره ، وعلاجه

ويقدم الإسلام صورة شاملة عن الحسد، ويعده إذ تصاحبه كما يقول ابن القيم أمراض الكراهية والعداوة والحقد والبغضاء والسخط والحسرة على قضاء الله وقدره، والهم والغم والترقب والتربص والقلق والحيرة وإجهاد القلب والبدن دون أن يتضرر المحسود فضلا أنه مع ذلك كله يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب...

والمسلم كما هو مأمور بالتعوذ بالله من شر حاسد اذا حسد، هو أيضا معني بتفقد وفحص نفسه، خشية أن يداهمها هذا المرض على حين غفلة منه، كونه آفة خطيرة إن تمكنت من قلب صاحبها فسد فسادا لا يرجى معه صلاح إلا إذا تدخلت العناية الإلهية، وهو مرض شائع في المجتمع بل وفي أوساط كثير من أهل الخير والتدين وطلاب العلم والا، عاة ، فهذه ذكرى لـ يخشى تنفعه الذكرى ليتذكر من يخشى فتنفعه الذكرى.

تعريف الحسد :

هو كراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه، قال تعالى: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله النساء : ٥٤ .

قال ابن حجر رحمه الله الحسد تمني زوال النعمة عن مستحق لها .

وقال النووي رحمه الله : الحسد

 الكبر هو أول ذنب عصي الله به في السماء وأول ذنب عصي الله به في من أما في السماء فحسد إبليس لآدم عليه السلام حين قال: (خلقتني من نار معـ وخلقته من طين وأما في الأرض فحسد قابيل لهابيل حين تقبل الله أحدهما ولم يتقبل من الآخر.

هو تمني زوال النعمة عن إنه

صاحبها سواء كانت نعمة دين أو دنيا .

وقال ابن قدامة المقدسي رحمه انه في كتابه مختصر منهاج القاصدين قال إبليس لنوح عليه السلام: إياك والحسد فإنه صيرني إلى هذه الحال. وقال الجاحظ: الحسد داء ينهك الجسد ويفسد الود، علاجه عسر وصاحبه ضجر، وهو باب غامض، وأمر متعذر فما ظهر منه فلا يداوى وما بطن منه فمداويه في عناء. أما الحاسد فيقول عنه الجاحظ: «هو الكلب الكلب والنمر الحرب والسم ،القشبِ، والفحل القطم، والسيل العرم، إن ملك قتل وسبا، وإن ملك عصى وبغي حياتك موته وثبوره وموتك عرسه وسروره، يصدق عليك كل شاهد زور، ويكذب فيك كل عدل مرضي لا يحب من الناس إلا من يبغضك، ولا يبغض إلا من يحبك ....

إنه لا يأتيك ولكنه يناديك، ولا يحاكمك ـة ولكنه يوازنك، أحسن ما تكون عنده حالا : أقل ما تزيد مالا، وأكثر ما تكون عيالا، وأعظم ما تكون ضلالا . وأفرح ما يكون بك أقرب ما تكون بالمصيبة عهدا وأبعد ما تكون من الناس حمدا ، فإذا كان الأمر على هذا فمجاورة الأموات ومخالطة الزمني، والاجتنان بالجدران ومص المصران، وأكل القردان، أهون من معاشرة مثله، والاتصال بحبله».

فضل الابتعاد عنه: رغب الإسلام في سلامة الصدر ففي الحديث المشهور أنه قال: « يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة « فسئل عن عمله فقال : لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه رواه أحمد . قال الماوردي - رحمه الله-: اعلم أن الحسد خلق ذميم، مع إضراره بالبدن وإفساده للدين، حتى لقد أمر الله بالاستعاذة من شره، فقال تعالى: (ومن شر حاسد إذا حسد). وناهيك بذلك شرا، ولو لم يكن من ذم الحسد إلا أنه خلق دنيء، يتوجه نحو الأكفاء والأقارب، ويختص بالمخالط والصاحب، لكانت النزاهة عنه كرما، والسلامة منه مغنما، فكيف وهو بالنفس مضر، وعلى الهم مصر، حتى ربما أفضى بصاحبه إلى التلف من غير نكاية في عدو، ولا إضرار بمحسود.

أنواع الحسد :

الحسد المذموم وهو تمني زوال النعمة من الغير، وحكمه التحريم وهو المقصود هنا .

الحسد المحمود : ويسمى (الغبطة) وهو تمني الإنسان أن يكون له من النعمة نظير ما للآخرين من غير أن تزول عنهم وهو المقصود في قول النبي رسا صلى الله عليه وسلم على لا حسد إلا في اثنتين علامات ا رجل أتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في المحسود ح الحق ورجل أتاه الله أو هفوة أشاء الحكمة فهو يقضي بها فرحا، ونش بها ويعلمها. متفق عليه والأماكن العام ذلك سبيلا . 

الفرق بين الحسد والغبطة :

قال الكفوي في الكفايات الغبطة تمني الإنسان أن يكون له من الذي لغيره من غيره إرادة إذهاب ما لغيره، أما الحسد فهو إرادة زوال نعمة الغير، ثم إن الغبطة صفة المؤمن والحسد صفة المنافق. 

بين الحسد والمنافسة

قال الماوردي في أدب الدنيا والدين... وربما غلط قوم فظنوا أن المنافسة في الخير هي الحسد، وليس الأمر على ما فطنوا ؛ لأن المنافسة طلب التشبه بالأفاضل من غير إدخال ضرر عليهم، والحسد مصروف إلى الضرر؛ لأن غايته أن يَعْدمَ الأفاضل فضلهم من غير أن يصير الفضل له فهذا الفرق بين المنافسة والحسد فالمنافسة إذن فضيلة لأنها داعية إلى اكتساب الفضائل والاقتداء بأخيار الأفاضل، واعلم أنه بحسب فضل الإنسان، وظهور النعمة عليه، يكون حسد الناس له، فإن كثر فضله كثر حساده، وإن قل قلوا ، لأن ظهور الفضل قد خ يثير الحسد، وحدوث النعمة يضاعف عاما - الكمد.

أسباب الحسد : 

يرجع الماوردي الحسد إلى ثلاثة أسباب هي

بغض المحسود، فيأسي عليه بفضيلة تظهر أو منقبة تشكر فيثير حسدا قد خامر بغضا وهذا النوع لا يكون عاما، وإن كان أضرها؛ لأنه ليسيبغض كل الناس.

أن يظهر من المحسود فضل يعجز عنه، فيكره تقدمه فيه، واختصاصه به فيثير ذلك حسدا لولاه لكف عنه، وهذا أوسطها ، لأنه لا يحسد من الأكفاء من دنا، وإنما يختص بحسد من علاء وقد يمتزج بهذا النوع ضرب من المنافسة، ولكنها مع عجز. فلذلك صارت حسدا .

 أن يكون في الحاسد شح بالفضائل، وبخل بالنعم وليست إليه فيمنع منها، ولا بیده، فيدفع عنها لأنها مواهب قد منحها الله من شاء فيسخط على الله وهمية. - عز وجل - في قضائه، ويحسد على ما منح من عطائه وإن كانت نعم الله - عز وجل - عنده أكثر ومنحه عليه أظهر وهذا النوع من الحسد الحسد أعمها وأخبثها إذ ليس لصاحبه راحة ولا لرضاه غاية، فإن اقترن بشر وقدرة كان جورا وانتقاما ، وإن صادف عجزا ومهانة كان جهدا وسقاما أسباب أخرى: 

وأضاف الغزالي إلى ذلك أسبابا أخرى أهمها :

الخوف من فوت المقاصد، وذلك يختص بمتزاحمين على مقصود واحد، فإن كان واحد يحسد صاحبه في كل نعمة تكون عونا له في الانفراد بمقصوده، ومن هذا الجنس تحاسد الضرات في التزاحم على مقاصد الزوجية، وتحاسد الأخوة في التزاحم على نيل المنزلة في قلب الأبوين للتوصل به إلى مقاصد الكرامة والمال. ويذكر الشيخ هاني بن سهل أسبابا أخرى 

١ _ عدم الرضى والقناعة بقسمة الله تعالى بين عباده.

٢ - التكبر والعجب بالنفس، فإذا كان الحاسد معجبا بنفسه رأى أنه أحق بالثناء من غيره 

٣ _ خبث النفس، فبعض النفوس نعوذ بالله منها لا تتمنى لأحد خيرا أبدا بل ربما تتمنى الشر لمن أحسن إليها .

٤ _ حب الرياسة، فإذا كانت النفس مريضة بحب التصدر والرياسة فإنها تحسد كل من تشعر أنه يزاحمها ويضايقها في الوصول تسعى لإسقاط الطرف الآخر لتتفرد هي بالرياسة.

٥ _ الاشتراك في عمل واحد مما يسبب الحسد في كثير من الأحوال حيث تجد التاجر يحسد والمزارع يحسد المزارع، والعالم يحسد العالم والواعظ يحسد الواعظ وقل أن تجد عالما يحسد طبيباً ، أو مهندساً يحسد مزارعا إلا لأغراض أخرى.

علامات الحسد :

يذكر الشيخ هاني بن سهل في رسالته الحسد وأثره على حياة المسلم من علامات الحسد أن صاحبه 

۱- يترصد أخطاء المحسود، حتى إذا رأى منه زلة أو هفوة أشاعها على الملأ، وطار بها فرحا، ونشرها في المجالس والأماكن العامة ما استطاع إلى ذلك سبيلا .

٢ _ يرتاح قلبه إذا سمع أحدا يغتاب ويقدح في صاحبه المحسود

٣ _ ربما يقع هو نفسه في غيبة أخيه المحسود وغالبا ما يثني عليه في البداية حتى يظهر أنه منصف ثم يقول: ولكن ... كذا وكذا، وهذا ما يسميه بعض العلماء: (غيبة لكن كان يقول: فلان نحسبه من الأتقياء ولكن يغلب عليه الجهل فهو يفتي بغير علم وينام وقد يمتز عن صلاة الفجر و... و.. الخ.

٤ _ يفرح إذا غاب أخوه المحسود عن مجلس أو نزهة وذلك من أجل أن يتفرد بالصدارة وحده.

٥ _ يتضايق الحاسد إذا أثني على أخيه و هو يسمع.

 ٦- يحاول تخطئة أخيه المنافس له وربما أول كلامه أو بتره حتى يخرج بأخطاء وهمية.

٧ _ محاولة الدخول في نية المحسود، فربما اتهمه أنه من المبغضين لأهل العلم، أو أن قلبه مريض بالهوى أو غير ذلك.

٨ - عدم شعور و مبالاة الحاسد بحسده لأخيه مع علمه بتحريم الحسد وحفظه لبعض النصوص فيه، وهذا دليل على ضعف في إيمانه و تلبيس الشيطان عليه.

أضرار الحسد وآثاره السيئة :

 للحسد أضرار كثيرة وعواقب وخيمة على الحاسد كما يذكر الشيخ هاني بن سهل 

١- الحسرة التي تأكل قلب الحاسد حتى تصبح ألما في جسده: فإن الحاسد يحقن في جسده الهم والغم والحقد والبغض وتمني زوال نعم الآخرين عنهم، وربما زادت هذه النعم فزاد غيظه.

۲- انخفاض منزلته في قلوب الناس، ونفورهم منه حتى يصبح مبغوضا عندهم، وقد قيل: الحسود لا يسود . 

٣- إسخاط الله تعالى في معارضته ومخالفة قضائه وقدره 

٤ _ إهدار الحسنات وكسب الخطايا والآثام، فإن الحاسد غالبا ما يسعى لإزالة النعمة عن المحسود بقوله أو فعله وفي ذلك إهدار للحسنات وكسب للسيئات. 

٥ _ زرع العداوة بين الأصحاب والأقارب وتفكيك المجتمع المسلم، قال الجاحظ عن آثار الحسد : فمنه تتولد العداوة، وهو سبب كل قطيعة ومنتج كل وحشة ومفرق كل جماعة، وقاطع كل رحم بين الأقرباء ومحدث التفرق بين القرناء و ملحق الشر بين الخلطاء

يكمن في الصدور كمون النار في الحجر).

ومما ذكره غيره :

٦- انخفاض المنزلة، وانحطاط المرتبة.

٧ - منبع الشرور العظيمة ومفتاح العواقب الوخيمة.

٨ - معول هدم في المجتمع. 

٩ - دليل علي سفول الخلق ودناءة النفس.

دفع الحاسد عن المحسود :

ويندفع الحاسد عن المحسود كما يذكر ابن القيم رحمه الله - بعشرة أسباب:

الأول: التعوذ بالله من شره والتحصن به واللجوء إليه.

الثاني: تقوى الله، وحفظه عند أمره ونهيه.

الثالث: الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه، ولا عز يحدث نفسه بأذاه أصلا. فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه. الرابع: التوكل على الله. فمن توكل على الله فهو حسه ..

 الخامس فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه، وأن يقصد أن يمحوه من باله كلما خطر له.

السادس: وهو الإقبال على الله، والإخلاص له، وجعل محبته ورضاه والإنابة إليه في محل خواطره وهواجسه وأمانيه كلها في محاب الرب، والتقرب إليه.

 السابع: تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه. 

الثامن : الصدقة والإحسان ما أمكنه، فإن لذلك تأثير عجيبا في دفع البلاء، ودفع العين، وشر الحاسد ولو لم يكن في هذا إلا بتجارب الأمم قديما وحديثا لكفي به. 

التاسع : وهو من أصعب الأسباب على النفس، وأشقها عليها، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه، فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ازدادت إليه إحسانا وله نصيحة، وعليه شفقة.

العاشر: وهو الجامع لذلك كله، وعليه مدار هذه الأسباب، وهو تجريد التوحيد، والترحل بالفكر في الأسباب إلى المسبب العزيز الحكيم، والعلم بأن هذه الآلات بمنزلة حركات الرياح ءة كما وهي بيد محركها ، وفاطرها، وبارئها، ولا تضر ولا تنتفع إلا بإذنه. فهو الذي رة يحسن عبده بها، وهو الذي يصرفها عنه وحده لا سواه. قال تعالى : ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله) 

علاج الحسد :

يعالج الحسد من منظور الماوردي رحمه الله - بأمور منها :

١ _ اتباع الدين في اجتنابه، والرجوع إلى الله عز وجل في آدابه فيقهر نفسه على مذموم خلقها ، وينقلها عن لئيم طبعها وإن كان نقل الطباع عسرا ، لكن بالرياضة والتدرج يسهل منها ما استصعب، ويحبب منها ما أتعب . 

٢ _ العقل الذي يستقبح من نتائج الحسد ما لا يرضيه ويستنكف من هجنة مساويه . فيذلل نفسه أنفة، ويطهرها حمية فتذعن لرشدها، وتجيب إلى صلاحها .

٣ _ أن يستدفع ضرره، ويتوقى أثره، ويعلم أن مكانته في نفسه أبلغ، ومن الحسد أبعد، فيستعمل الحزم في دفع ما كده وأكمده ليكون أطيب نفسا وأهنأ عيشا . ومنها : أن يرضى بالقضاء ويستسلم للمقدور ، ولا يرى أن يغالب قضاء الله فيرجع مغلوبا ، ولا أن يعارضه في أمره فيرد محروما مسلوبا .

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (3.8مليون نقاط)
الحسد أنواعه ، وأسبابه ، وأضراره ، وعلاجه

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
موقع منتج الحلول موقع الكتروني علمي ثقافي رياضي متنوع تفاعلي يقدم المعلومات لزواره، ويتبادلون من خلاله الاسئلة والاجابات المفيدة والخبرات،،
...