0 معجب 0 شخص غير معجب
1 عرض
في تصنيف ثقافه إسلاميه بواسطة (3.8مليون نقاط)
أطر مسؤولية المرأة المسلمة :الإطار الثالث: مسؤوليتها نحو المجتمع والأمة

 تتسع دائرة مسؤولية المرأة لتبلغ المجتمع والأمة بأسرها، وهي المسؤولية التي تكمن في القيام بمهمة الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصحية والإصلاح.

وهنا أذكر بعض النصوص الشرعية في أهمية هذه الدعوة ووجوبها وثمراتها عامة، ثم ما يتصل بالمرأة خاصة قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صَلحًا وَقَالَ إِلى مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَة

ادفع بالتي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ ولى حَمِيدٌ ) [فصلت: ٣٣، ٣٤]. وقال تعالى: ﴿ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ ويَنهونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأوَلَتَبِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) [آل عمران: ١٠٤].

وقال تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الخسَنَةِ وَجَندِ لَهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: ١٢٥]. وقال تعالى: ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ تَحْذَرُونَ ) [التوبة: ١٢٢].

وقال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ، سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَنَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) [يوسف: ١٠٨] وقال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) [التوبة: ٧١]. وقال في ضد هؤلاء: { الْمُتَنفِقُونَ وَالْمُتَنفِقَتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعض يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَهُونَ عَنِ الْمَعْرُوفِ )[التوبة: ٦٧)

وقال تعالى ( وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ) [العصر: ٣].

وفي صحيح مسلم من حديث تميم بن أوس الداري أن النبي قال: (الدين النصيحة) قلنا: لمن؟ قال: (الله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)

وعند مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن رسول الله أنه قال: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف

الإيمان)

وروى البخاري من حديث عبد الله بن عمر عن رسول الله أنه قال: " بلغوا عني ولو آية (۱).(۳) وقال : (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) ثم إن هناك مسوغات ومبررات تحمل المرأة تلك المسؤولية وتجعلها لا تنفك عن مسؤولياتها تجاه نفسها وتجاه أسرتها،

وهذه المبررات هي:

۱. علاقة المرأة بمجتمعها: وهي العلاقة التي تجعل المرأة محوراً لعلاقات وثيقة بأطراف المجتمع، تشكلها القرابة، فلا تخلو المرأة من كونها اماً أو زوجة أو بنتاً أو أختاً أو خالة أو عمة.. إلخ، ويدخل فيها المصاهرة والجوار والصداقة والزمالة، كما أن كون المرأة عضواً في المجتمع والأمة وعنصراً من عناصره، كل هذه العلاقة بالمجتمع تجعل من المرأة ذات مسؤولية مهمة، فالقرابة والرحم حقها عظيم، قال تعالى: ﴿ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن توليم أن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِعُوا أَرْحَامَكُمْ ) محمد (۲۲]، وقال عليه الصلاة والسلام: (من سره أن

يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه) وقال تعالى: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ )

[الشعراء: ٢١٤]. والجار له حق عظيم أيضاً، ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره الحديث ، وقوله عليه الصلاة والسلام: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) والصديق له حق الصداقة والأخوة العامة والخاصة وكل فرد من المسلمين له حق في الإسلام كما جاء توضيح (7) ذلك، وغير المسلمين لهم حق الدعوة إلى هذا الدين والمرأة المسلمة متفاعلة فاعلة في هذا المجتمع، وعليها مسؤولية تجاه هؤلاء كل بحسبه. أن المرأة أقدر من الرجل في الحديث مع النساء فيما يخصهن وخصوصاً في التراكيب العضوية، وما يترتب على ذلك من أمور نفسية واجتماعية، فهي هنا تستطيع أن تبلغ ما لا يستطيع الرجل تبليغه.

ويتبع ذلك أن المرأة تستطيع طرق كافة المجالات الإصلاحية مع بنات جنسها باعتبار مخالطتهن وملاحظة

سلوكهن وما يقعن فيه من أخطاء، وما يسري بينهن من ظواهر، بخلاف عمل الرجل الذي يعتمد على النقل، ومن يرى أبلغ ممن يسمع. أن مجال تأثيرها في القدوة في الخير وتطبيق تعاليم الإسلام والتزامها بأحكامه واستقامتها على منهاجه أبلغ من كلام الناس، فالقدوة لها أثر عظيم في نفوس المدعوين. ه أن النصيحة الفردية والدعوة الشخصية بين النساء لا يستطيع أن يقوم به الرجل، فلابد من امرأة منهن تقوم به، لما فرض على النساء من حجاب عن الرجال الأجانب عنهن.

أن المسلمة ليست عضواً فاشلاً في المجتمع، بل هي محل تأثر وتأثير، والمسلمة داعية وناصحة، فلابد أن تشارك في عملية

البناء والإصلاح والتوجيه، والدعوة إلى الخير. ا إن النساء القدوات كن كذلك، وعلى رأسهن الصحابيات الجليلات، وممن برز في مجال الإصلاح والمشاركة أمهات المؤمنين، فهذه عائشة رضي الله عنها تروي للأمة أحاديث رسول وتنقل أحواله المنزلية وتستدرك على الصحابة وتلك زينب بنت جحش رضي الله عنها تقوم على المساكين ولا تبقي شيئاً لديها، والأمثلة أكثر من أن تحصر فهؤلاء فضليات النساء فهن القدوة والأسوة. أن جهود أعداء الإسلام نحو المرأة من جانبين: الأول تركيزهم على إفساد المرأة ذاتها، الثاني: استخدامهم المرأة بعد إفسادها لإفساد غيرها، وواقع الكفار والمتأمرين يشهد. على ذلك، فواجب عليها أن تقوم بدورها في صد ذلك الفساد، وبالمقابل في الدور الإصلاحي لبنات جنسها في المجتمع والأمة.

أن تشارك الرجل في هذه الفضيلة العظيمة والأجر الجزيل فأفضل الأعمال الخيرية، وأعلى المستحبات والمندوبات هو القيام بالإصلاح والدعوة للمجتمع كما سيأتي شيء من التفصيل فيه.

متطلبات هذه المسؤولية:

مع ما ذكر سابقاً في المسؤولية العامة في الإصلاح تتحدد المتطلبات في:

جانب الأقرباء: قريبهم وبعيدهم وبالذات القريبات يمكن أن تقوم المرأة بالمسؤولية تجاههن من خلال ما يلي: القيام بحقوقهن الواجبة.

مراعاة مظهرهن الشرعي في الملبس والشعر والكلام محادثتهن بين وقت وآخر، والسؤال عن أحوالهن وبالذات من كانت لهن أحوال خاصة كالسؤال عن مريض، والدعاء له. استغلال اجتماعاتهن بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة، ومما يحسن في هذا المجال إعطائهن موعظة، وإفادتين بفائدة أو تنبيههن لظاهرة خاطئة، أو استضافة إحدى الداعيات لهن، أو إجراء مسابقة عامة بينهن تناسب مختلف الأعمار، أو إسماعهن شريطاً نافعاً أو ذكر قصة مفيدة ونحو ذلك. إهداء الهدايا المناسبة ولو كان ثمنها قليلاً، فأثر الهدية كبير في النفوس فهي تزيل الأضغان، وتغسل الران الذي على القلوب، وتسل السخيمة من النفوس وتصفي العلاقات

وتزيل الأحقاد وتقرب الناس بعضهم إلى بعض. مساعدة فقيرهن والعطف على مسكينهن، ومواساة أرملتهن، وسد حاجة محتاجهن.

وبيخص بالذكر عيادة مريضهن وتسليته وفتح الفأل أمامه وكذا مواساة مصابين بوفاة ونحوه، والدعاء له وإبداء المساعدة في ما يحتجن إليه. عمل مشاريع دعوية مشتركة كجمع تبرعات لمسكين، أو لشراء كتاب يوزع ونحو ذلك.

 في جانب الجيران: ومما يدخل في دعوتهن ما يلي:

القيام بحقهن الشرعي.

تعرف المرأة على جاراتها ومعاملة كل جارة بحسبها قرباً وثقافة.

إطعامهن من الطعام الذي تطعمه، وقد ورد أن الرسول * أمر المرأة أن تطعم جارتها ولو فرسن شاة، وأن تعطيها من مرقتها ) زيارتهن بين وقت وآخر واستغلال هذه الزيارة بفوائد بمثل ما ذكر مع الأقارب.

عدم إيذائهن بأي نوع من الأذى القولي أو الفعلي.

. مهاتفتهن بين وقت وآخر والسؤال عن أحوالهن. النصيحة المباشرة عند طلبها أو عند رؤية ملحوظة شرعية ج في جانب الاجتماعات النسائية، المرأة يمر بها في حياتها الاجتماعية اجتماعات كثيرة إلزامية تارة، واختيارية تارات أخرى، وفي كلاهما هناك مسؤوليات دعوية على المرأة فيهما: فمثلاً في الاجتماع الإلزامي الإنسان في هذه الحياة معرض للأمراض والمصائب فيذهب إلى الطبيب يبحث عن سب شرعي للشفاء، فإذا ذهبت المرأة انتظرت دخولها على الطبيبة، فيجتمع معها بعض المنتظرات، ومن المعلوم أن النساء أكثر اجتماعية من الرجال، ففي الغالب يدخلن في الحديث والكلام مع بعضهن، والموافقة هي التي تستغل ذلك الاجتماع بمثل:

استصحاب هدية رمزية من كتاب وشريط فتهديه للمنتظرة معها، وبخاصة إذا كان الشريط يتكلم عن أحوال المريض وما يتطلب من أحكام شرعية وغيرها. ذكر قصة مما مرت معها مع الطبيبات والمرضى، وتستخلص منها العبر والدروس.

ذكر حالات مرضية، فتدخل السرور على الحاضرات ومن ثم تلج إلى ما تريد الكلام فيه من معان. استصحاب مجلة إسلامية طيبة للتعريف بها وذكر إيجابياتها وما فيها من فوائد.

النصيحة المباشرة إذا رأت المقام يستدعي ذلك. وفي الاجتماع الاختياري، وهو كمثل حضور الموفقات إلى دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية - تلك المظاهر الصحية التي بدأت بالانتشار في هذه البلاد المباركة وحضور الموفقة إما معلمة مشاركة أو متعلمة مستفيدة، أو زائرة مشجعة، أو غيرها، وفي جميع الأحوال ينبغي أن تستغل وجودها على أي صعيد كانت فإن كانت معلمة أو طالبة فسيأتي الكلام عن مقرراتهن وتفصيل ذلك، وإن كانت داعية فتقوم بمهمتها الدعوية في ذلك، وإن كانت زائرة مشجعة فتجتهد في تشجيع الإداريات والمعلمات وتدعو لفن، لأن هذا من أكبر الحوافز على مواصلة مهمتهن الجليلة، ورفع مستواهن في ذلك. وكذلك مساعدة الدار مادياً بما تستطيعه ولو كان شيئاً قليلاً، لأن القليل مع القليل كثير، والسيل إنما يكون من اجتماع القطرات وتبدي استعدادها لديهن فيما يطلبن منها مما تستطيعه، فما عليهن إلا مهاتفتها. وهذا كله باب عظيم من أبواب الدعوة إلى الخير والتعاون على البر والتقوى.

ويقاس على هذين الاجتماعين سائر الاجتماعات النسوية. د المنتديات وواجب المرأة المسلمة تجاهها من مظاهر هذا العصر الذي نعيشه الانفتاح على الثقافات المتعددة، مع كثرة اللقاءات الثقافية، وكثرة الندوات والمهرجانات وغيرها مما يماثلها وإن اختلفت مسمياتها.

ومما سبق به العلمانيون وأمثالهم تشجيع عناصرهم النسوية في ولوج هذه المنتديات واستغلالها بأفكارهن المنحرفة.

للموضوع بقية في مربع الإجابة

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (3.8مليون نقاط)
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة
أطر مسؤولية المرأة المسلمة :الإطار الثالث: مسؤوليتها نحو المجتمع والأمة

بقية الموضوع

والمسلمة المثقفة الداعية الواعية حان الوقت لها أن تقوم بمسؤولياتها في هذه المنتديات فتستغلها بمثل ما يلي:

المشاركة الأساسية الفاعلة لتوضح ما يمليه عليها دينها من عقيدة وشريعة، وخلق وسلوك، وتحذير من كل شر وسوء.

- المداخلات أثناء الندوات إما تشجيعاً في الخير، أو تحذيراً من شر .

مقارعة الحجج الباطلة بالأدلة الشرعية والواقعية بحماس مقرون بوعي.

ار الحقائق الإسلامية العملية، فتكون قدوة للحاضرات ا يجب أن تكون عليه المرأة المسلمة شكلاً ومضموناً. القصور التكثير سواد أهل الخير معاملة الموجودات أياً كن بالأخلاق الحسنة، ولو كن ناسقات أو منحرفات فإن التأثر بالخلق والسلوك أبلغ من القول، والمسلمة مأمورة بالتعامل بالحسنى المخالفات الواردة في هذه المنتديات وتبليغ المعنيين بها للتعاون على الحد من انتشارها وحصر تأثيرها. هـ - العمل، مما شاركت به المرأة الرجل في هذه الأزمنة وجود ميادين عمل كثيرة للنساء، والمرأة أخذت نصيباً كبيراً في ذلك، حصر فدخلت ميادين متعددة، أمثل لهذه الميادين بمثالين، ويقاس عليهما غيرهما: المثال الأول: التعليم والتدريس، ومن أهم ما توصى به المعلمة في أداء رسالتها وقيامها بمسؤوليتها ما يلي: استشعارها _{3} وأخيراً لعظم المسؤولية - مسؤولية التربية والتعليم - وأن عليها واجباً كبيراً، وأن عقول تلك

المرأة المسلمة ومسؤولياتها في الو الصغيرات أو الكبيرات تحت تأثيرها، والله سبحانه وتعالى سائلها عن هذه المسؤولية فهو سائل كل راع عما استرعاه. ومهمة التعليم مهمة جليلة عظيمة، تظهر عظمتها من كونها مهمة محمد ، فالمعلمة حملت ميراث النبوة، وهي خليفة عائشة وفاطمة رضي الله عنهما، وهي مربية عظيمة تقوم يمهمة الأم أو أعظم، وذلك لعظم تأثيرها على طالباتها وتلميذاتها. وهي موجهة ومرشدة يؤخذ توجيهها وإرشادها مأخذ القبول من السامعات، ويكفي في تصوير مهمة المعلمة ما قاله شوقي قم للمعلم وفيه التبجيلا . كاد المعلم أن يكون رسولا ومن هنا كان عليها مهمة كبيرة وواجب ثقيل يجب أن تقوم به وبداية ذلك استشعارها هذه الأهمية. إجادة مهمتها الأساس التي تأخذ عليها مرتباً وتتقاضى مبلغاً من المال، فعليها أن تجتهد في تحضير درسها وتصوره، وفي إلقائه على الطالبات، وفي عمل الوسائل اللازمة في ذلك، فالله سبحانه وتعالى يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه.

أن تكون قدوة في مظهرها وكلامها وحركاتها وأخلاقها للطالبات، فسبق أن بينا أن التأثير العملي أبلغ من التأثير القولي وغالباً ما تتعلق الطالبة بمعلمتها حتى في حركاتها ولباسها

وهيتها، فلتعلم المعلمة الجليلة أن كل حركة وقول وعمل ولباس فهو محل نظر و اعتبار لدى التلميذات إن خيراً فخير، وإن شرا فشر، والموفقة هي التي تحسب لهذا الأمر حسابه وتعد عدته حتى يكون عملها مؤثرا كما هو قولها، فتؤجر وكتاب على الوجهين، زاد الله المعلمات حرصاً على ذلك. اعتبار الطالبات صديقات لها، وبخاصة إذا كن في المراحل المتقدمة كالمتوسطة والثانوية، أما مراحل الابتدائية وما قبلها فتعتبر نفسها أماً لتلك البنات اللاتي سلمهن أهلوهن لها، وقد سبق معنا مهمة الأم كيف تكون؟ وإذا استشعرت هذا المعنى الكبير كبير تأثيرها وعظم أثرها. معاملة الطالبات المعاملة الحسنة ومخالفتهن بذلك، فإن أثر المعاملة عظيم، فلا تتكبر ولا تتعالى ولا تفتخر عليهن وعليها أن تشجع المجدة وتحنو على الصغيرة والضعيفة، وتعالج مشكلات طالباتها، وتراعي أحوالهن المنزلية ونفسياتهن وما يمر عليهن من ظروف اجتماعية، أو ظروف نفسية جراء بداية الدورة الشهرية أو حلولها بها. المشاركة فيما يسمى النشاط اللامنهجي الذي تتعرف فيه على الطالبات عن قرب وتطلع على هواياتهن وقدراتهن، فتستعين بذلك على حسن توجيههن فتح قلبها للطالبات بحيث يطلعنها على مشكلاتهن المنزلية - وما يتعرضن له في بيوتهن، وبخاصة الطالبات اللاتي غفل عنهن ذووهن وأهلو هن فلم يتابعوهن المتابعة الجادة، فتعظم هنا مسؤولية الموفقة للخير بالدخول مع تلك الطالبات ونصحهن وهدايتهن، ولأن يهدي الله بها بنتاً واحداً خير لها من حمر النعم كما صح بذلك الحديث عن رسول الله )

استغلال المادة العلمية أثناء شرحها وتوضيحها بالتوجيه نحو الخير والأخلاق الإسلامية العالية في كل المقررات وبخاصة مقررات العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية حتى المقررات العلمية الأخرى يجب ألا تخلو من التوجيه نحو الخير والفضيلة، ولا يقتصر التوجيه من قبل معلمة يعني هذا خلو المعلمات الأخريات من المسؤولية. العلوم الشرعية، لا شك أن الواجب عليها أعظم لكن لا .

وهنا أضرب أمثلة على هذا الاستغلال المفيد أن تدرس معلمة القرآن الكريم سورة القارعة، ومن المعلوم أن سورة القارعة تتحدث عن يوم القيامة ومقدماته العظام من تغير أحوال الأرض والجبال حتى يستقر الناس بالجنة أو النار، فبعد بيان هذا المعنى يمكن أن توجه أسئلة مثل: كيف نكون من أهل الجنة؟ ما مسببات دخول النار؟ وبعد إجابة الطالبات تعلق وتوضح صفات المؤمنين وصفات الكفار والمنافقين وهكذا. ثم تطبق هذه الصفات على واقع الناس وتبين مواضع الإيجاب والسلب

من حياة الناس. مثال آخر: أن تدرس معلمة الفقه الحيض والنفاس، فبعد بيان المادة العلمية المقررة تدخل في التوجيه المناسب، فتبين للطالبات أن هذا الحيض مما خص الله به الإناث دون الذكور، ولذلك طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل وتذكر بعض الاختلافات إلى أن تصل إلى أن للمرأة حكاماً خصها الله بها دون الرجال، ومنها: الحجاب والبعد عن مواطن الرجال.. إلخ. مثال ثالث: أن تدرس معلمة القواعد المبتدأ والخبر هنا يحسن بالمعلمة أن تنتقي الأمثلة المناسبة التي تساعد على غرس المعاني الخيرة لدى الطالبات كأن تأتي بالجمل الآتية هند حفظت كتاب الله فاطمة مجدة في دروسها زينب ذكية فطنة، وهكذا.

المثال الثاني للعمل الموظفة الإدارية سواء كانت في مدرسة من المدارس أو غيرها، وكذا العاملات في الأجهزة الصحية من ممرضات وطبيبات وغيرهن

ومن مسؤولياتهن ما يلي: استشعار هن أن هذا العمل واجب عليهن ومؤتمنات عليه ويتقاضين عليه مبلغاً من المال وسيحاسبن عليه، فيجب عليهن أن يؤدينه أداء حسناً، فهن على ثغر من الثغور فلا

يجوز أن يفرطن فيه. • ظهورهن بالمظهر الإسلامي الذي يجعل منهن قدوات للأخريات من زميلات أو طالبات إن كن عاملات في مدرسة أو مريضات إن كن ممرضات أو طبيبات أو نحو ذلك، وليعلمن أنهن يؤثرن سلباً أو إيجاباً من حيث يشعرون أو لا يشعرن بهذا المظهر الذي يظهرن به أمام الأخريات. استغلال المهنة والوظيفة في خدمة الأخريات ونصحهن وتوجيههن إلى معاني الخير والفضيلة والبعد عن أمور الشر والرذيلة، وبالأخص إذا كانت ذات صلة بالناس كالممرضة والطبيبة والأخصائية الاجتماعية، فإذا كانت طبيبة مثلاً فأعظم بها من مهنة تخدم الأخريات، فتحمل في نفسها معاني عظيمة تبثها للأخريات، ومنها تهدئة نفس المريضة، وفتح باب الشفاء لها والتفاؤل، وعدم التشاؤم أو إظهار خطورة المرض، وكذا نصحها للمريضات وبيان شيء من أحكام الطهارة والصلاة. ومن أهم ما توجه فيه: ربط المريضة بالله وتعلقها به وبيان أن الشافي الكافي هو الله دون غيره، وما يفعل في دنيا الناس إنما هو أسباب قد تنفع إذا أراد الله ذلك أو لا تنفع، وغير

ذلك من المعاني والخصال الحميدة. ومثل الطبية الممرضة والأخصائية الاجتماعية. وتعظم المسؤولية إن كانت تلك المرأة الموظفة مسؤولة إدارياً كمديرة المدرسة أو مديرة قسم من الأقسام النسوية، أو أقسام التوجيه وغيرها، فعليها مسؤولياتها التربوية والدعوية والاجتماعية بمثل ما ذكر في شأن المعلمة والإدارية سابقاً.

و في مرحلة الدراسة: لا شك أن حياة الناس اليوم اختلفت عن الأمس كثيرا، ومن مواضع الاختلاف تدريس البنات، وتبني هذا من الدول، بل يندر في العالم الا تكون مدارس البنات مضاهية لمدارس البنين، ومن جانب الأسر قل أن توجد بنت لا تلج المدرسة وتصبح طالبة بها. ومن هنا يجب أن تشارك الطالبة في حمل المسؤولية تجاه مجتمعها وأمتها وبالذات طالبة المراحل المتقدمة، وألخص هنا بعض النقاط التي تنفذ فيها هذه الطالبة مسؤوليتها : النية الصالحة في الطلب بأن تكون نيتها خالصة الله عز وجل، فتطلب العلم الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك أن تطلبه لتقيم به دينها وعقيدتها وأخلاقها وأن تعبد الله على بصيرة من أمرها. أن تتخلق وتتأدب الطالبة بآداب طلب العلم من الجد والحرص والمذاكرة والمتابعة والسلوك الحسن، وبالأخص في التعامل مع معلماتها وزميلاتها. أن تجد وتجتهد في تلقي العلم، فتابع المعلمة في شرح الدرس مصغية لها متنبهة لما تقول، ثم تذاكره في بيتها، وتقوم بواجباتها خير قيام.

أن تحترم معلماتها وتقدرهن، وتعرف لهن حقهن في التعليم وأبي يقمن بمهمة جليلة كبيرة فالمعلمة في مقام أمها في تربيتها لها والحرص عليها وكونها قدوة لها، فتعرفها الخير وتجنبيها الشر.

أن تعامل زميلاتها المعاملة الحسنة بلا حقد ولا حسد ولا فظاظة ولا غلظة ولا كلمات نابية أو الفاظ قاسية، فهي أختها وصديقتها وزميلتها. أن تنفذ تعليمات المدرسة وبالذات فيما يتعلق بالسلوك الحسن والملبس والمظهر والشكل والزي، فهذا من تعاليم الإسلام قبل أن يكون من تعاليم المدرسة فتطبقه ديناً وخلقاً.

أن تشارك في النشاط المسمى بالنشاط اللامنهجي لتتعرف على ما لم تستطع التعرف عليه في قاعة الدرس، ويكون لها مشاركة إيجابية نافعة تلقي كلمة طيبة، أو ترتل قرآناً، أو تحفظ حديثاً، أو تشارك في مهمة كالخياطة، أو الطبخ أو غيرها، فللنشاط اللامنهجي فوائد لا تحصل في قاعة الدرس.

أن تتدرب على النصح والتوجيه لزميلاتها نصحاً عاماً بإلقاء كلمة في الصف، أو نصحاً مباشراً إذا رأت ملاحظة تستحق الذكر.

أن تكون قدوة طيبة لزميلاتها في حفظها ومذاكرتها وفهمها وتعلمها وتعليمها، بل وفي شكلها ومظهرها وزيها، وفي كلامها وألفاظها، وفي معاملتها لغيرها. هذه مجرد أمثلة لأعمال المرأة وذكر شيء من الواجبات والمسؤوليات عليها، ويقاس على ما سبق مما لم يذكر.

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
موقع منتج الحلول موقع الكتروني علمي ثقافي رياضي متنوع تفاعلي يقدم المعلومات لزواره، ويتبادلون من خلاله الاسئلة والاجابات المفيدة والخبرات،،
...