0 معجب 0 شخص غير معجب
0 مشاهدات
في تصنيف ثقافه إسلاميه بواسطة (3.8مليون نقاط)
أطر مسؤولية المرأة المسلمة الإطار الأول: مسؤوليتها عن نفسها

تتحدد مسؤولية المرأة المسلمة ضمن أطر عدة هي: الإطار الأول: مسؤوليتها عن نفسها
تكمن مسؤوليتها عن نفسها بما يلي: :أولاً: في إيمانها بربها عز وجل وهو أعظم المسؤوليات وأوجب الواجبات وأهم المهمات، ففي الآيات السابقة) اشترط الله سبحانه وتعالى حسن الجزاء بالإيمان به سبحانه قال تعالى: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّلِحَتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوَلَتَبِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (3) ) [النساء: ١٢٤]، وغيرها من الآيات المشابهة لها. هذا الإيمان المتمثل بأركان الإيمان الستة.
الإيمان بالله : بمعنى الإيمان بتوحيد الله تعالى بأقسامه الثلاثة توحيده في أفعاله سبحانه، فتؤمن المسلمة بأن الله هو المالك المتصرف الخالق الرازق، قال تعالى ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَلِكِ يَوْمِ الدِّين ) [الفاتحة: ٢-٤] وغيرها من الآيات كثير. وهذا هو توحيد الربوبية.
وتوحيده في أفعال العباد فتؤمن المسلمة بأن الله سبحانه وتعالى هو المستحق للعبادة وحده دون سواه، وأن تصرف جميع أنواع العبادة له سبحانه فتصلي الله، وتزكي الله، ولا تدعو إلا الله، ولا تستغيث إلا بالله، وتطيع والديها من أجل الله، وتتحجب طاعة الله، وتطيع زوجها طمعاً فيما عند الله .. وهكذا، قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ﴾ [الذاريات: ٥٦] وهذا هو توحيد الألوهية أو توحيد العبادة.
وتوحيده في أسمائه وصفاته، فتثبت الله سبحانه وتعالى الأسماء الحسنى والصفات العلى من غير تأويل لها ولا بحث في كيفيتها ولا تشبيه لها بصفات المخلوقين ولا تعطيل لها عن معانيها، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) [الشورى: ١١]. وتعبد الله تعالى من خلال هذه الأسماء الحسنى ب لإيمان بالملائكة: فتؤمن المسلمة بأن الله ملائكة يعبدون الله ليلاً ونهاراً لا يفترون وأن عليهم مهمات يقومون بها، ومنهم من فصل لنا اسمه ومهمته كجبريل الموكل بالوحي وإسرافيل الموكل ينفخ الصور، وهناك ملك للجبال، وللريح ولمحاسبة العباد وكتابة أعمالهم، فكل شخص وکل به ملكان يكتبان كل ما يصدر عنه من قول أو فعل، قال تعالى: ﴿ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَن الْيَمِينِ وَعَنِ الشَّمَالِ فَعِيدٌ : ما يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ )
والصفات العلى فتثبت أن الله هو الرحمن الرحيم فتطلب الرحمة منه، وأنه هو الرازق ذو القوة المتين فتطلب الرزق منه، وأنه الشافي الكافي فتطلب شفاء مرضها منه، وأن الله غفور غفار فتطلب المغفرة منه ، وأنه عفو كريم فتطلب العفو منه ... .. وهكذا.
[ق: ۱۷ ، ۱۸].
الإيمان بكتب الله تعالى المنزلة على رسله المجمل ذكره في الكتاب والسنة ،والمفصل، وقد فصل لنا منها أربعة التوارة التي أنزلت على موسى، والإنجيل الذي أنزل على عيسى، والزبور الذي أوتيه ،داود والقرآن الذي أنزل على محمد ، وأن القرآن الكريم هو آخرها وخاتمها وناسخها، ولا تجوز عبادة الله تعالى إلا بما جاء فيه. الإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله تعالى للناس: يبشرونهم وينذرونهم، ويبلغونهم بوجوب عبادة ربهم ومن هؤلاء الرسل من سمى لنا، ومنهم من لم يسم فتؤمن المسلمة بمن ذكر تفصيلاً بأسمائهم، ومن لم يذكر تؤمن به إجمالاً. وأولهم نوح عليه السلام، وآخرهم محمد ﷺ الذي هو خاتمهم وآخرهم لا نبي بعده، وأرسل إلى الناس كافة جنهم وإنسهم، ولا تجوز عبادة الله تعالى إلا بما شرع . والإيمان باليوم الآخر : ابتداء بمقدمات نهاية الإنسان من هذه الحياة وبموته وانتقاله إلى حياة أخرى، وبفتنة القبر ونعيمه وعذابه، وبأشراط الساعة الصغرى والكبرى، ثم البعث والنشور ، والحشر، والجزاء، والحساب، والعرض والصراط، وختاماً بالجنة والنار. هذه عقيدة المسلمة التي يجب أن تربي نفسها عليها وتبقى مسؤولة عنها.
ثم ما يتبع ذلك الإيمان من مقتضيات ومستلزمات مثل محبة الله تعالى والإخلاص له ورجائه والخوف منه وتعلم ذلك والصبر عليه، وتحذر من مخالفات هذه العقيدة ونواقض الإيمان، وعلى رأسها الشرك بالله تعالى، والكفر والنفاق والاستهزاء بالله تعالى أو برسوله ، وبدينه وبما شرع، أو صرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى، أو اعتقاد أن حكم غير الله مساءٍ أو أفضل من حكم الله تعالى، وأن البشرية تسعد كما تسعد في حكم الله تعالى، أو أن الزمان عفى على أحكام الله تعالى، وبقيت موروثات مقدسة ولا عمل لها في هذه الحياة، أو عمل السحرة والكهانة وتتبع السحرة والمشعوذين والدجالين، وغير ذلك من نواقض الإيمان. فعلى المؤمنة أن تحذر من الوقوع في هذا الشرك الخطير فهي مكلفة بالإيمان، وبالحذر مما يناقض الإيمان. ثانياً: ومن مسؤولياتها عن نفسها العلم وأقصد به العلم الشرعي الذي يقوم به دينها، لأن هذا الدين لا يقوم إلا بالعلم، العلم بالله تعالى والعلم برسوله ، والعلم بدينه وبما شرع وهذا العلم ينقسم إلى قسمين: فرض عين على كل مسلمة ومسلمة، وهو ما كان معلوماً من الدين بالضرورة، أو بعبارة أخرى: ما لا يقوم الدين إلا به، مثل: أحكام الإيمان بالله إجمالاً، وأحكام الطهارة، وأحكام الصلاة، فتتعلم المرأة المسلمة كيف تتظهر؟ وكيف تصلي ؟ وكيف تصوم؟ وكيف تؤدي حقوق زوجها؟ وكيف تربي أولادها ؟ وكل ما هو واجب عليها. ومنه ما هو فرض كفاية إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين وهذا يحسن بالمسلمة أن تبادر إليه وأن تنهل منه، فهو الذي جاءت النصوص القرآنية والنبوية بالإشادة به وبيان فضله وعظم شأنه وشأن أهله، وعلو مكانتهم، وتفضيلهم على غيرهم، لأنهم ورثة محمد .
قال ابن عبد البر الأندلسي - رحمه الله: (أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امرئ في خاصة نفسه، ومنه ما هو فرض على الكفاية... إلى أن قال: والذي يلزم الجميع فرض من ذلك ما لا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه).
إن من تكريم الإسلام للمرأة المسلمة أن جعل فضيلة التعلم والتعليم للمرأة كما هي للرجل، ولم يخص بها الرجل دون المرأة. وجمع الآيات والأحاديث الدالة على فضل العلم والتعلم للرجل والمرأة على السواء، مثل قوله تعالى ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَتِ ﴾ [المجادلة: ١١]، وقوله قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ) [الزمر: ٩] وقوله تعالى: ﴿ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا )[ طه : ١١٤].
وقول الرسول عليه الصلاة والسلام ) من سلك طريقاً يبتغي فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاءً لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر)
وغيرها من النصوص، وكلها شاملة للرجل والمرأة على السواء، وهكذا تمثلت نساء الجيل الأول، فهذه عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تضرب اروع الامثلة لطالبات العلم
والمتسابقات فيه، حتى إنها كانت من أكثر الصحابة رضي الله عنهم رواية للحديث، ومرجعا لهم في كثير من المسائل واستدركت على بعض الصحابة في بعض الأحكام.
وغيرها من النساء كثير )
وقد ناقش الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الزنيدي مسؤولية المرأة العلمية والثقافية، وذلك في كتيب بعنوان
(مسؤولية المرأة الثقافية)، حيث ذكر أولاً صور التحدي الذي تواجهه المسلمة في هذا العصر، وضمنه صوراً الصورة الأولى عدم وضوح التصور الإسلامي وبعبارة أخرى ما يعتري عقيدتها الإسلامية من تشويش فينحرف تصورها العقدي عن الألوهية أو الحياة أو الكون فتعبد الله بعقيدة مهلهلة.
الصورة الثانية: موقع المرأة الاجتماعي في علاقتها بالرجل، وبيان ذلك في موقف بعض الرجال الموقف السلبي تجاه أسرته، وهي العلاقة التي تعتبرها المرأة المسلمة تحدياً لها حيث لا تتوازن علاقة المرأة والرجل مع الأسرة، فبينما تكون علاقة المرأة مع الأسرة قوية فإن الرجل يخل بها ولا يعيها تمام الوعي.
الصورة الثالثة البلبلة الفكرية التي يموج بها هذا العصر حيث الثقافات الوافدة التي ضغطت على المرأة المسلمة وأوقعتها في تناقض غريب مقيت حتى أصبح الفن والرقص وغيرها من أولويات ما تهتم به امرأة اليوم، وهذا تحد صارخ وكبير .
الصورة الرابعة: الإعلام، ولا شك أنه تحد كبير أيضاً بما يحمل في طياته من غث وسمين، وبما يبث من ثقافة محاربة للدين مغيرة لشخصية المسلمة، ثقافة تربي الأطفال على مسخ شخصياتهم والانحراف بفطرهم عن الحق والمسلمة تعيش في وسط هذا الجو الملوث بما يعكر عليها صفو مسيرتها في هذه الحياة.
وأزيد هنا صورة خامسة وهي: الفساد الأخلاقي المركز الذي يسير بعمق في بعض مجتمعات المسلمين ويهجم على المرأة المسلمة هجوماً شرساً، ويصور لها بعكس
حقیقته مثل ما يرد في ردهات الفن من أمور غير اخلاقية وما تصور فيه بعض تعاليم الدين بالرجعية والناس فانتشر من خلال ذلك فساد عريض فيه، فالزواج قيد، والانحلال تمتع، وهكذا. تقليداً لأمة الغرب وصورة سادسة عولمة المرأة إن صح التعبير، وهو ما - يدعو إليه الغرب الكافر بأن تكون المرأة المثلى هي المرأة - الغربية المساوية للرجل في الحقوق، والعاملة مثله في المصانع، وعارضة الأزياء وغير ذلك. وهذا التحدي بدأ يظهر في مؤتمراتهم التي يدعون إليها وترعاه الأمم المتحدة وتنادي بمبادئه، مثل اعتبارهم المرأة العاملة هي المرأة المعتبرة، وربة البيت ينظر إليها باعتبارها متخلفة، ويدخل في ذلك تغيير بعض المصطلحات مثل استخدامهم كلمة (المساواة) للتعبير عن إزالة الفوارق بين الرجل والمرأة، وكلمة (التنمية) للتعبير عن الحرية الجنسية والانحلال الأخلاقي.
لكن رغم هذه التحديات إلا أن بوارق الأمل من اللاتي فهمن دينهن ووعين مخططات أعدائهن لا زالت تبرق بوضوح، فتبهج النفس، وتملؤها ثقة واطمئناناً .

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (3.8مليون نقاط)
مختارة بواسطة
 
أفضل إجابة
أطر مسؤولية المرأة المسلمة الإطار الأول: مسؤوليتها عن نفسها

للموضوع بقية

ركائز البناء الثقافي للمسلمة:

١- تأصيل التصور الإسلامي الصحيح بصفته الركيزة الأساس التي يقوم عليها البناء العلمي والثقافي.

هذا التصور يشمل:

ما يتعلق بالإيمان مما سبق ذكره

وبالقرآن الكريم والسنة المطهرة من حيث مقامهما في حياة المسلمة.

وبركائز الإسلام وخصائصه.

وما يتعلق بالكون المحيط بالإنسان.

وبالحياة في مراحلها وطبيعتها.

وبالإنسان نفسه.

ولكي يكون هذا التصور صحيحاً لابد وأن تستمده المسلمة من مصدري الإسلام الأساسيين : القرآن الكريم والسنة المطهرة، وما فهمه السلف منهما. ۲- استكمال الثقافة الشرعية القائمة في علوم الإسلام - التفسير والحديث والفقه والسيرة، وغيرها - بما يقيم في شخصية المسلمة بناءً ثقافياً متماسكاً. وما المقدار من هذه المقررات؟

ليس هناك قدر محدود، لأنه راجع على طبيعة كل امرأة لكن لابد أن تعي ما يلي: أ- أن تتعرف على مقدمات العلوم التي تعتبر أصولاً لها مثل مقدمة في أصول التفسير وكذا علوم الحديث. ب أن تتناول ما تختص به بصفتها امرأة

ج - الاستزادة المستمرة من العلم الشرعي والثقافة الإسلامية. ٣- القراءة فيما كتبه أهل العلم المعاصرون لإدراكهم واقعهم الذي يعيشون فيه، ولا تكتفي المسلمة بالرجوع إلى المراجع الأصلية من كتب المتقدمين فحسب، فهذا يعزلها عن واقعها، ويقلل من تأثيرها. - الركيزة الرابعة دعم ثقافتها بالعلوم المساعدة الأخرى كاللغة والتاريخ والأدب، فهي تثري المعلومة وتنمق الأسلوب وتزيد من رصيد الفكر. ٥- ومن الركائز التنبه إلى ما يعترض المسلمة في بنائها العلمي والثقافي من عقبات قد تخل بهذا البناء أو تفتح فيه ثغرات، ومما يساعدها على تخطي تلك العقبات دراستها للنظام الإسلامي عقيدة وشريعة وأخلاقاً وأسرة وغيرها على أنه بناء متكامل يكمل بعضه بعضاً.

ب - التوازن في البناء الثقافي لتبقي معتدلة في نظرتها؛ فلا تقتصر على مقررات معينة أو تفتح ذهنها لكل ما هب ودب من ثقافة الشرق أو الغرب فتقع في الضلال المسؤولية الثقافية للمسلمة:

١- عناصر المسؤولية الثقافية أ- القيام بحركة منهجية لبناء شخصية المسلمات فكرياً وإدارياً وعملياً خلال تدرج فطري مركز قائم على منهج الشريعة الواضح السهل والميسر . ب - التثقيف الإسلامي في المدرسة للناشئة وعدم الاكتفاء بالمناهج الدراسية، لأنها محكومة بزمن، فيستفاد من النشاط اللامنهجي ومن المقرر الذي تدرسه. ج - الحضانة المتقنة الصانعة للطفل طفلها بالدرجة الأولى ومن لها تعلق بهم ثانياً، وإذا كانت الأم عموماً - كما سيأتي إن شاء الله - مطلوب منها رعاية أولادها وتحصينهم من الفساد، فإن المسلمة الحقة مطلوب منها أن تخرج من حضانتها مؤهلين فكراً وإدارة لأدوار قيادية وإيجابية في مدارسهم مع زملائهم، وفي مجتمعهم وحاراتهم مع أترابهم ليكونوا عناصر صالحة مؤثرة.

 تكوين مناخات إسلامية فيمن حولها، في بيتها ومع جاراتها وزميلاتها، تحيي فيهن ذكر الله، والاهتمام بتعاليم الدين

 التطبيق العملي وظهور أثر هذه الثقافة على سمتها الشخصية، فلا يكفي أن تدرس في مدرستها، بل لابد وأن تظهر ثقافتها عليها في حركتها نطقاً وصمتاً، وخروجاً ولبساً، واقتناء وطبخاً، وفي علاقتها بزوجها وأهلها، وأهل زوجها وجيرانها، لأن القول لا يؤثر أحيانا بقدر ما يؤثر السلوك المحمود.

وترصيد المخالفات وتنبه عليها.

و مساعدة زوجها - إذا كان داعية - فتكون له خير نصير وأعظم مؤيد تدعو له، وتنظم شؤونه، وتسهل له عمله وتكفيه ما تستطيع من مشاريعه التي يمارسها، فهي بهذا تقوم بمهمتها وتشاركه في الأجر والخير

ز - الإسهام في مجالات العلم النسوي كالمواسم الثقافية في بعض المؤسسات والمراكز وغيرها.

المشاركة في البحوث والدراسات التي تعنى بالمرأة وخاصة في القضايا ذات الإلحاح، مثل قضايا الدراسة والزواج، البيت

والعمل، التعامل مع الأطفال، والجيران التأثر بالمجتمع المؤثرات الفكرية والعقدية على المرأة، أماكن الترفيه والأسفار أن تشارك فيها المرأة المسلمة العالمة المثقفة. وغيرها، فينبغي ! ٢ - منهج تحقيق هذه المسؤولية:

ومما يعين على ذلك ويفعله ويؤدي لظهوره إيجاد التعاون بين ذوات المسؤوليات الثقافية والداعيات إلى الخير والهدى، وقيام هذا التعاون على سلاسة التعامل وانفتاح القلوب، والود والوئام والقيام بالمسؤولية الثقافية من مختلف القنوات وليس من قناة المحاضرات فقط، وأن تتعامل مع العقل والعاطفة، ولا تنخدع بما يقال عن هذا العصر بأنه عصر العلم، فالعاطفة أسلوب مؤثر كبير ومنهج قرآني استخدمه القرآن ترغيباً وترهيباً، وهو منهج فطري أيضاً، ومن منهج تحقيق المسؤولية الثقافية النقد الذاتي والتقويم المتواصل حتى لا تنسى نفسها وتطويرها، أو تقع في شباك الغفلة والشيطان. أ.هـ ما ذكره الزنيدي ملخصاً. ثالثاً: ومن مسؤولياتها عن نفسها قيامها بالعمل الصالح والعمل الصالح هو الذي دل عليه الدليل من القرآن الكريم أو من السنة النبوية.

ويتنوع العمل الصالح من حيث حكمه إلى فرائض و مستحبات، ومن حيث نوعه إلى نوع قاصر نفعه على الشخص نفسه، ونوع يتعدى إلى الآخرين إن من بدهيات ما قرره الإسلام أن المرأة مسؤولة عن عملها وأنها تجازي وتحاسب عليه، وقد سبق ذكر الآيات الدالة على ذلك، مثل قوله تعالى ( فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبَّهُمْ أَنِي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَمِل مِنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِنْ بَعْضٍ ) [آل عمران: ١٩٥] وقال سبحانه ( وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّلِحَتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ) [النساء: ١٢٤] وقال سبحانه ( مَنْ عَمِلَ صَلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوَةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: ٩٧]. إن من مسؤوليات المرأة المسلمة إضافة إلى الإيمان والعلم أن تعمل بمقتضى هذا العلم، وأنه لا يحصل لها النتائج والثمار في الدنيا والآخرة إلا بهذا العمل، قال تعالى تَبَرَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرُ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَوَةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ) [الملك: ١، ٢] .

قال عياض: أحسن أخلصه وأصوبه

فقررت الآيات شرطين لقبول العمل:

الإيمان والإخلاص الله وحده، وتسخير الأعمال كلها له. العمل الصالح، ولا يكون صالحاً إلا إذا كان وفق ما فعله وحددت جزائين للعمل في الدنيا الحياة الطيبة. وفي الرسول صلى الله عليه وسلم.

الآخرة: الجنة.

والمرأة المسلمة يجب عليها القيام بهذا العمل، فإن كان فريضة كالصلاة المفروضة والزكاة المفروضة، وصيام شهر رمضان والحج مرة في العمر إن استطاعت وسائر الواجبات الأخرى، فعليها أن تقوم به دون أي إخلال أو تقصير أو تكاسل أو تهاون.

أما ما كان غير فريضة من النوافل والمستحبات التي امتن الله سبحانه بها على عباده المؤمنين، فينبغي أن تأخذ من كل منها بنصيب وافر لأمور:

أنها تجبر النقص الذي حصل في الفرائض.

وتكفر السيئات والذنوب التي تقع فيها في سائر أيامها.

وترفع الدرجات.

و تنافس الصالحين والصالحات بذلك، وتزيد من منسوب الإيمان.

والمرأة المسلمة العاقلة هي التي تجعل لها نصيباً من هذه النوافل، صلاة وصياماً وإنفاقاً وحجاً وعمرة ودعوة وأمراً

بالمعروف و نهياً عن منكر وبراً وإحساناً وغيرها. وينبغي لها أن تحرص على النوع أيضاً، فتأخذ من الأعمال النوافل التي يقصر نفعها عليها، ومن الأعمال التي يتعدى نفعها إلى الآخرين، وعند تعارض الأعمال تقدم ما فيه نفع للآخرين، فإذا تعارضت وزادت الأعمال مثل قراءة القرآن الكريم، أو إقراء القرآن وتعليمه، فلا شك أنها تقدم العمل الذي يتعدى نفعه وهو العمل الآخر. ومن هنا أقول: من واجب المرأة المسلمة أن تبرمج أعمالها اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية، فتضع لها جدولاً تقريباً لممارسة أعمالها والقيام بها، والتوازن في ذلك، حتى تعبد الله على بصيرة من أمرها.

وهكذا، كما سيأتي تفصيله - إن شاء الله - في خاتمة الكتاب.

وبعد: فيندرج تحت العمل الصالح ما يلي: القيام بأركان الإسلام الخمسة فتصلي الصلوات الخمس في أوقاتها، تحافظ عليها بشروطها وواجباتها وما تستطيع من مستحباتها.

وتزكي مالها إن كان لديها مال تجب في الزكاة وتصوم شهر رمضان.

وتحج في العمر مرة إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً، ومن الاستطاعة وجود محرم لها.

قال رسول الله إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت)

القيام بواجباتها الخاصة مثل المحافظة على حجابها الشرعي المفروض، وهو أن تغطي سائر بدنها بما في ذلك الوجه واليدين عن الرجال الأجانب عنها، وكذا المحافظة على الستر والحشمة والعفة.

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
موقع منتج الحلول موقع الكتروني علمي ثقافي رياضي متنوع تفاعلي يقدم المعلومات لزواره، ويتبادلون من خلاله الاسئلة والاجابات المفيدة والخبرات،،
...