0 معجب 0 شخص غير معجب
1 عرض
في تصنيف ثقافه إسلاميه بواسطة (3.8مليون نقاط)
الإخلاص في العبادة المحضة

إخلاص العبد العابد لمولاه ان يقصد رضاه ومحبته دون ان يشرك معه احد غيره في الرغبة وذلك في كل عمل يبعثه التعبد المحض عليه ويباشره من منطلق تعبدي يؤدي عمله لا ليعرف ذلك عنه الناس ولا ليكسب محبتهم ولا مكرمتهم ولا تقديمهم له والسلامة من تأخير هم له انه عمل لله تعالى وحده لا شريك له في رغبته وقصده بل ان قصد رغبة أحد سواه تتنافى مع قصده سبحانه فلا يحتمل عمل ابد تعبدي إشراك ففى الحديث الذي رواه الإمام مسلم قال الله تبارك وتعالى : أنبأنا أغنى الأغنياء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي عيري : تركته وشركه ان العمل حين يخالطه إشراك فانه يفوّت على صاحبه حضه الأعظم منه بل ويعود عليه بالخسارة والوبال كما ورد في حديث الثلاثة الذين تسعر بهم النار ، فهو في الواقع فرط في العمل التعبدي لان شرطه ان يكون خالص لله وان يكون صحيحا موافقا لما شرع الله تعالى، كما انه وبدلا من ان ينال رضى الله ومحبته لإخلاصه فانه ينال سخطه وغضبه ومقته.

انه بدلا من ان يستحق المثوبة يصبح مستحق العقوبة لتفريطه ولسوء أدبه إن الله تعالى في غنى عن أعمال العباد ولكن هم مستفيدين من عملهم إن قصدوا به وجه الله أما إن اظهروا للناس الإخلاص والسلامة وأبطنوا لعليم السرائر غير قصد رضاه والتعبد له بما جعله شعيرة لعبادته فإنهم على خطر عظيم يقول الإمام حسن البنا : و أريد بالإخلاص : أن يقصد الأخ المسلم بقوله وعمله وجهاده كله وجه الله، وابتغاء مرضاته وحسن مثوبته من غير نظر إلى مغنم أو مظهر أو جاه أو لقب أو تقدم أو تأخر، وبذلك يكون جندي فكرة وعقيدة لا جندي غرض و منفعة، (قل إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ ومماتي لله رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الأنعام: ١٦٢)، وبذلك يفهم الأخ المسلم معنى هتافه الدائم (الله غايتنا ) ...). قد يتعب المؤمن والمؤمنة نفسيهما من أجل القيام بالعمل الصالح ثم لا يجتهدا في ان يخفيا عملهما هذا عن الناس أو عن بعض

الناس بداعي الرياء والفخر وحصول مدحهم وإعجابهم وثنائهم كصيام أو إنفاق مال أو قيام ليل أو حفظ للقرآن الكريم ثم يظهرا ذلك للناس بداعي الرياء والسمعة .

إن الأولى بالمؤمن أن يكتفي بعلم الله بعمله فلا يتطلع من بعد. إلى علم المخلوقين وماذا يساوي علمهم عند علم الله وماذا يساوي رضاهم عند رضاء الله هل يساوي هيامة بل لا يساويها يقول الله تعالى (وما تكون في شان تتلو منه من فرانٍ وَلَا تَعْمَلُونَ من عمل إلا كنا عَلَيْكُمْ شَهُوداً إذ تُفيضُونَ فيهِ وَمَا يَعْرُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مثقال ذرة في الأَرْضِ ولا ـ السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في کتاب مبين و الأول بالمؤمن على الدوام ان يجتهد في العمل الصالح ويحمد الله تعالى أن وفقه إليه وأقامه فيه ثم ينسى ذلك ويتناساه حتى عن نفسه كي لا يدخله العجب، ويمن ويدل على الله تعالى به خاصة ان خشي ذلك من نفسه وأن إظهار العمل الصالح والتوفيق الإلهي في حال تقديم القدوة والمثل للناس أو لبعض الناس ليشعروا ويفعلوا ذات الفعل أو أكثر منه وأفضل أن هذا مما لا بأس به بل هو يحسن أن ضمن المؤمن من نفسه عدم الوقوع في براثن الرياء، ومثل هذا الأعمال الخيرية ومنازلة درجات القرب من الله تعالي قال الله تعالى ( إن تبدوا الصَّدَقَاتِ فنعما هي وان تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُمْ مِنْ سَيِّئَاتكم واللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

وقد يدخل الشيطان أو يحاول الدخول إلى قلب المؤمن عبر تخويفه من ان يكون مرائيا في طاعة ما وإن الأفضل له ليدفع عنه كيد الشيطان أن يذكر نفسه انه إنما يعمل الأولى به كمؤمن وطامع في الله وما عنده من الأجر والثواب الذي يدخره لعباده المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويسارعون فيها ويتنافسون إرضاء لله ، وقد قال الإمام ابو حامد الغزالي في الإحياء ( فلا ينبغي أن يترك العمل عند خوف الآفة والرياء فإن ذلك منتهى بغية الشيطان منه إذ المقصود أن لا يفوت الإخلاص ومهما ترك العمل فقد ضيع العمل والإخلاص جميعا.

ان المسلم يستعد بعمله الصالح على القدوم الحسن على الله فلا يفسد ما اعده لنفسه عبر المرآة به، إن عليه أن يحرص قدر ما يستطيع على كتمان عمله الصالح ، حتى انه يخفي عن يده اليسرى ما تنفق اليمنى وفي هذا القدر من الخفاء مزيد فضل من الله تعالى فمن العشرة الأصناف من الناس الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله ) و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه والحديث رواه البخاري ومسلم وصححه الإمام الألباني.

وعباد الله المخلصين هم الذين اصطفاهم الله فأخلصهم وأولئك تحديدا لا سلطان للشيطان عليهم فهو عاجز عن إغوائهم وإضلالهم. قال سيد قطب في ظلال القرآن في تفسير قول الله تعالى حكاية من قول الشيطان : ((قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي الأزينَنَّ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَلأغويتهُمْ أَجْمَعِينَ (۳۹) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُم المخلصين قال سيد رحمه الله : ( والله يستخلص لنفسه من عباده من يخلص نفسه لله، ويجردها له وحده، ويعبده كأنه يراه. وهؤلاء ليس للشيطان عليهم من سلطان هذا الشرط الذي قرره إبليس اللعين قرره وهو يدرك أن لا سبيل إلى سواه لأنه سنة الله .. أن يستخلص لنفسه من يخلص له نفسه، وأن يحميه ويرعاه).

1 إجابة واحدة

0 معجب 0 شخص غير معجب
بواسطة (3.8مليون نقاط)
 
أفضل إجابة
الإخلاص في العبادة المحضة

اسئلة متعلقة

0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 1 عرض
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
0 معجب 0 شخص غير معجب
1 إجابة 0 مشاهدات
موقع منتج الحلول موقع الكتروني علمي ثقافي رياضي متنوع تفاعلي يقدم المعلومات لزواره، ويتبادلون من خلاله الاسئلة والاجابات المفيدة والخبرات،،
...