كيف يكون المسلم مع الطاعة
والمسلمون منذ نشأتهم تربوا على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر
واليسر والسمع والطاعة لا يكونان لوجاهة الأمير أو الخوف منه، وإنما السمع والطاعة لكل أمير يلي أمر المسلمين مادام يقودهم بكتاب الله وسنة رسوله وليست الطاعة إلا في المعروف، فأيما أمير أمر بمعصية فهو غير مطاع. العادل الشفيق المتواضع الرفيق يحنو على جنوده، ويعطف عليهم، يدفعهم إلى ذلك
فليس للمسلم قط أن يتردد في أمر صدر له من الله ورسوله .
ولا يكون السمع والطاعة فيما تحبه النفس وترغب فيه فقط ، ولكن السمع والطاعة المطلقة في كل ما يحب الإنسان أو يكره ، وفيما هو سهل ميسر أو شاق عسير
وليست الطاعة عمياء بل هي طاعة مبصرة ورشيدة تصدر عن اقتناع وبصيرة فأيما امير حاول زج جماعة في أمر لا يتفق مع قواعد الشرع والعقل فأمره مردود عليه.
وهكذا ربي الإسلام جنوده تربية رشيدة حكيمة تؤدي فيها القيادة واجبها وتمارس حقوقها، فليس قائد المسلمين بالمستبد المتغطرس، ولا هو بالجائر المتكبر، ولكنه
شعور بالواجب، وعاطفة نبيلة تجعله يشعر انه أب لصغيرهم، وأخ لكبيرهم.
وليس الجنود عاقين متمردين، ولا منتهزين متربصين ، ولكنهم أبرار مطيعون ، بواسل مضحون ، يدفعهم إلى ذلك إيمان عميق، وعقيدة راسخة ، وشعور دفاق بحدب
القيادة عليهم وحرصها على مصالحهم.
واذا كانت القيادة من هذا الطراز الفذ ، وكان الجنود على هذه الشاكل الفريدة يتم التجاوب وساد الوفاق، وعندئذ تأمر القيادة فيطيع الجنود وتهتف فيلبين وتخطط وهم يتفتون )
ولهذا لما سئل علي بن أبي طالب منه من أحد جنوده لماذا اختلف الناس عليك
ا كانوا يطيعون ابي بكر وعمر رضي الله عنهما ؟ ولم يطيعول
قال للسائل: لأني كنت وأمثالي من جنودهما، وأنت وأمثالك من جنودي وكما قال رضي الله عنه
